الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

العمر الطويل



#حوليات تدوينية


طلب بدعوة بطولة عمر دوما تقابلنا ممن نحدثهم ، هو سؤال يحويه طلب فتنه وشرك نُجِيبه رغم قناعتنا أن خير دعوة هي صحة وعافية تشملنا حتى إعلان خبر قضاء قدر الله بمصير أعمارنا ونهايته ، فما نحن بهذا العالم إلا أطفال نحبي تناغش فينا الدنيا ونناغشها ، فيا الله أكرمنا بحسن الخاتمة وأجمعنا مع كل أحبتنا عندك على بر وطاعة وخير جزاء.

ويا لهفي لذكرى أحبة فارقونا لم يجدي معهم العمر الطويل بدنيانا شيء غير المفسدة ، نسير بدروب مصيرنا حتى تسدل ستائر أعمارنا ، وبرحابة صدر أو سخط نقابل ملك الموت بهيبته ، دوما له وقار وتأثير بالقلب وكُل حسب عمله ، كلنا بعملنا بهذه الدنيا الفانية رهِن وأسير ، ولن يجدي في محراب الموت خضوع وتضرع لغير الله ، بل تُخَفف سكراته وتخدره مناجاة وخشوع لله بوحي ذكره ولا اله إلا الله محمدا رسول الله.



الموت بالدنيا هو ملك ملثم وناموس ثابت مقدر يدلف على كل البشر ، معضلة تسبب رجفة قلب لا فكاك ولا هروب من بين براثنها مهما كنت تملك لرجاحة عقل وبليغ ، نلمح موكبه سائر في الدنيا يوميا فهو قدر ونصيب يستشعر رهبته كبير وصغير ، منذ بدء الكون وحتى أقاصي الدهر بصرخة إعلان يوم الميعاد هو ملك مسيطر سوف نراه جميعا ، يوم تزال غشاوة بصر الدنيا ونرى ببصر حديد ما جنت أيدينا ، تصعد أرواحنا في موكب جلال سماوي يتوارى في السحب لنقابل حساب الله ، يسطع ضياؤه ربي كما نتمنى ونراه في حال كنا من حسني الخواتيم.

فمن منا أستعد وعاش هذه الدنيا بضمير ، راعى ربه وتدين تدين حق وأسعد نفسه وتفاءل ، قاوم وبإرادة حرة عاش حياته في الدنيا بقوة لينال تعزية أخرته بنعيم مقيم ، من منا سعى ومن منا يسعى ويبحث عن ذاته وسط أغوار دنيا مرهقة قاسية ، وسط بشر يكابد والتعب بات سمة جاثمة على صدورهم وتغشى عيون ضعفنا وسط آهات وانين أيامنا.

الموت موعد ولقاء مؤكد سنحضره يوما قرب أو بعدا سنقابله ، فمن من عاش يومه وليلته بضمير مقتنع بأن كل الأحزان وحتى الأفراح ستذهب ويأتي غيرها ، هي أيام تمضي وتمر تقوينا لنصل لهدف أسمى هو نعيم وجنه خلد في علاه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك أكيد مهم ليه o.o