*
. * . * . * . *
الحرية بمفهوم بسيط هي قدرة الشخص على عمل ما يريد وقتما
يريد وكيفما يشاء ويريد ، ولكن المعضلة الأساسية إذا قمنا بكل ما نريد وقتما نشاء
دون قيد أو رقيب فأين إذن اعترافنا بحرية غيرنا وبالتبعية بحريتنا المترتبة على
حرية الآخرين ؟!.
أنا إذا فعلت كل ما أريد وقتما أريد إلا يتعارض هذا جزئيا
مع الإرادة الحرة للآخرين ؟! ؛ أريد الزواج من هذا الشخص .. لكنه يرغب بالزواج من أخرى
؛ تعارضت رغبتي وإرادتي مع إرادته ورغبته هل أمارس حريتي المطلقة بالحصول عليه
رغما عنه ، أم أرضخ للأمر الواقع بعدم رغبته إياي ؛ إذا رضخت فأين حريتي المطلقة
تلك المزعومة بأحقيتي لها ؟!
وهذا تفسير بنظرة قصيرة الأمد أنانية التكوين ، فما
بالنا عند التحدث عن حرية مجتمع كامل بأفراده ومؤسساته ومدى حريتهم في ممارسة
حقوقهم الدستورية في الحياة ، بل حتى حريتهم في عيش الحياة نفسها ، حقهم في الحفاظ
على أرواحهم وحقهم في حياة كريمة ، حقهم في الصحة والتعليم ، حق الطفولة والأطفال
في أبائهم وقضاء أوقات ممتعة معهم بفترات ثابتة وليس فترات مسروقة من سباق الحياة
لتحصيل سبل الحياة ، الحق في ان نكون أفراد صالحين بالمجتمع لا أفراد حكم عليهم
مسبقا بالتخلف والتعفن وسط باقي بشر الدنيا ؛ ... وحقوق غيرها كثيرة.
الحرية هي واجبات نلتزم بها مقابل حقوق ننالها دون جدال
أو نقاش هذه هي الحياة بشعارها الأساسي لكي تستحق الحياة فـ " حب لأخيك ما
تحب لنفسك " قالها رسولنا الكريم ونتعامل معها في حياتنا كإرث شعبي وغيرها
الكثير ولكن كم منا يطبقها وكم منا يقتنع بوجوب تبادل العطاء ؟! ، كم منا يرى
حريته هي ان ينال فقط ما أريد ولا شيء أخر ؟! ، كم منا يرى الحرية هي مجرد تنفيذ
مصالحة على حساب رقاب الآخرين ؟!
إذا راجعنا الحياة بوجهة عام سنجد ان مفهوم الحرية تبدل
كثيرا ليكون معنى يتسم بالأنانية ، وبإعمال العقل سنجد ان هذه ليست بحرية وسنصل
لنتيجة مفادها أننا لا نعيش الحرية سواء على مستوى الوطن كمجمل أو مستوى الحياة كأفراد
فيما بيننا ؛ فكم شخص اختلفت معه أيا كان السبب وحجر عليك لمجرد اختلافك معه ؛ نحن
نسير بمبدأ " الاختلاف في الرأي يفسد للود قضايا وليس قضية واحدة " وأنا
لا أنكر من هؤلاء ، ضاعت منا هيبة قاعدة " الاختلاف في الرأي لا يفسد للود
قضية "
كم أريد التعمق في هذا الموضوع ، لكني اعرف بصعابه مقدما
، فالأغلب مقتنع بوجود الحرية متغاضيا عما نعانيه ويعانيه غيرنا في هذا البلد ؛ ولا
أريد التحدث أو المقارنة بغيرنا من البلاد ، فيكفينا آلم حقيقة مجتمعنا المعاند
لنفسه قبل غيره.
يوم يُعلم أبائنا وإخوتنا أولادنا ، ونفهم ديننا الفهم
الصحيح ، نتبع سنه رسولنا الكريم الإتباع الصحيح ، نخاف على صغيرنا ونرعى كبارنا ،
نأكل مما نزرع ، ونلبس مما نصنع ، نتعلم كيف نتقن عزف المقطوعة الموسيقية الكاملة للحياة جميعا معا .. وقتها يمكننا القول أننا نسير على درب الحرية.
السبت 16/11/2013م الساعة 10.58 ص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رأيك أكيد مهم ليه o.o