صياد وفريسة ماضي وحاضر معاش
= = = = = = #حوليات تدوينية عن الشيء وضده = = = = = = =
منذ القدم أتصف الرجل بصفة الصياد بالحنكة والإتقان
موائمة لعصر حجري ، وخيال منا جامح في وصف حالة مع غيلان وتنانين مجنحة ، والمرأة
كائن ضعيف فريسة معالة وأسيرة مباحة ، كبرنا وتطورنا كما هو حال الأيام والأزمان ،
ومرت ليالي وقرون منذ العصر الحجري لعصرنا الآلي ؛ لَكنَّا مازلنا نرى الرجل صياد
والمرأة فريسة كما الغزلان ، صياد ماهر أم فاشل ما عاد يهم ، أهو أسد شامخ أم ذئب
ماكر أم حتى نسر جارح بعيون خاطفة ؛ اللعبة دوما محاكة بينهما بشروط أولها ألا قيود
وقواعد فكله بات سيان.
تبدع المرأة بدور الفريسة كلما راق لها الصياد الولهان ،
لعبة حياة تصارع حيتان أحيانا وعصافير تغرد أحيان أخرى كثيرة ، من يغلب من ؟ يتحارب
الاثنان حروب خاصة مشوقة، صراع حياة وغرام حب وفناء داخل ذات الانسان ، إنها لعبة
من أشهى وأخطر اللعبات ، تصرع اعتي الفرسان ، تفتت جبروت أقوى الملكات ، قد تتميز هذي
اللعبة بالطهر وأحيانا تتسم بقبح الأحداث.
الذئب الكامن بقلب الصياد يظهر ليعزف أبهى الألحان ؛
يطرب ينعش ما هو غافل بأعماق النسيان ، يمارس طبعة أيا كان موقف فريسته من هذا
الذوبان الجارف ، يوقظ أنثاها المخبئة بأعماق خوف وأعراف ، وآه إذا استيقظ يوما
ليجد أنه غافل ، أن فريسته من صادته ليسقط عن عرش قوته بحنان ، ليتمحور ماهو ثابت من
جديد وتتغير الأسس ، فما يكون ليس ما كان ، اتسعت القاعدة ليعبرا معا نفس الانسان ،
تذوب الآنا وتضيع نرجسية إنسان ، يعيش كلاهما يوما صياد ويومان فريسة ، عبيد
الحرمان وملوك الأهواء.
بهذا الزمان نسفت قاعدة الرجل صياد والمرأة فريسة ، صار الإنسان
فريسة ، رجل أو امرأة ما عاد هناك بفرق ، صار كلاهما صياد أحيانا وأخرى فريسة ، فريسة تباع وتشترى أيا كان المشتري وكيفما
اتفقت الأثمان ، تختلف الأجواء ويبقى الحال كما هو ، سوق متنقل متخفي مهما تتعدد
الأشكال ، تختلف مسميات البيعة ويبقى الأمر مثيرا للاشمئزاز ورثاء للحال ؛ صياد
وفريسة ماضي وحاضر معاش بقهر.